الأحد، 11 مارس 2012

قصة ولاّ مناظر


وإن كنت لست من المعجبين بأفلام عادل إمام ولا بشخصيته إلا أنني وجدت في العبارة الشهيرة " قصة ولاّ مناظر" التي وردت في أحد أفلامه ما يعبر عن الحبيبة مصر. تلك البلد التي إن أدرت عينيك صوب اليمين أو اليسار سترى كل المتناقضات. منظر النيل البديع والمراكب تلهو على سطحه والنخيل والأشجار تتمايل على ضفتيه.. ما هذا الجمال الخلاب وما هذه السعادة التي ينعم بها الناس الذين يتنزهون على مياهه سواء في مركب نيلي بسيط أو في مطعم عائم خمس نجوم ولكن.. ما هذه القاذورات الملقاة على جانب الطريق ولماذا لم تفسد على أحد منهم الشعور بالسعادة ولم يتحرك أحد لإزالتها؟ وها هو العامل المصري البسيط الذي يدهشك بذكائه ومهارته وقدرته العجيبة على إيجاد حلول لأي مشكلة تصادفه وعلى ابتكار أشياء جديدة بأقل الامكانيات ولكن.. من هذا الفهلوي المخادع الذي يجلس بجانبه ويجعلك دائما مستيقظا ومنتبها وأنت تتعامل معه حتى لا يستطيع أن ينال منك. مصر.. كل ما فيها جميل ومثير ويحرك ما في داخلك ويجعلك تفكر وتفكر وتبحث عن الحل ولا تجده فتبحث اكثر وأكثر فترى أشياء جديدة وتقابل أناس بافكار مختلفة فتتعلم كيف تتواكب مع الجديد وتتواءم مع المختلف عنك وأخيرا تتعايش مع المتناقضات وتخرج منها بأفضل ما يناسبك. مصر جميلة ليست بمناظرها فحسب ولكن بقصصها... مصر قصة مش مناظر.

ليست هناك تعليقات: