الأربعاء، 2 مارس 2011

صوت في منتصف الليل

سمعت صوته يغني من بعيد وبدأ الصوت يقترب شيئًا فشيئًا.. كانت الساعة تقارب على الثانية بعد منتصف الليل. أعرف هذا الصوت جيدًا، إنه صوت عامل يقوم بجمع صناديق الكرتون من المحال التجارية ليلاً ويقوم بغناء المواويل أثناء تجوله في الشوارع المحيطة بمنزلنا. طالما لفت انتباهي هذا الصوت منذ ما يزيد على العشر سنوات هي فترة انتقالنا للاستقرار في وطننا مصر بعد سنوات الغربة الطويلة. دائما ما كنت أتعجب من قدرة هذا الإنسان البسيط على الغناء بهذا الشجن وهو يعمل حتى الفجر في أوقات كثيرة، ولكن البارحة سعدت بهذا الصوت كما لم أسعد من قبل. صوت يكسر حاجز الصمت الرهيب في الشارع، فحظر التجوال قد بدأ منذ منتصف الليل ولا يوجد إنسان في الشارع والخوف يسيطر على الأهالي من اللصوص الذين قد يستغلوا خلو الشوارع من الناس. لقد مر على قيام الثورة المصرية الشريفة البيضاء، ثورة 25 يناير، أكثر من الشهر. لقد تحقق المستحيل وانتهى عهد الحكم المستبد. آمل في أن تتحقق كل أحلام وأمنيات الثورة لننتقل بمصرنا الحبيبة إلى العلو والمكانة المرموقة التي تستحقها.. نحن الآن في المرحلة الانتقالية حتى تستقر الأمور ولكنني سأظل كل ليلة أنتظر أن أسمع هذا الموال من هذا الإنسان البسيط الذي يبعث الأمل ويعكس قدرة هذا الشعب على الصمود والتحدي.

هناك تعليقان (2):

Sahar يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
Sahar يقول...

Great post! And congrats on a brand new blog :) Keep those posts coming