السبت، 19 مارس 2011

الصندوق المغلق

تم حشر الملايين من المصريين في صندوق مغلق بلا هواء ولا مساحة للحركة فما كان منهم إلا أن يتعاركوا ويحتكوا ببعضهم البعض في محاولة للبقاء. وما أن فُتح الصندوق ودخلت نسائم الحرية وأصبح هناك مجالا للحركة توقفوا عن المعارك والتناحر والاحتكاك. تأملت اليوم مختلف أطياف الشعب المصري من النساء والرجال، الشباب وكبار السن من المؤيدين للتعديلات الدستورية ومن غير الموافقين عليها وهم يقفون في طابور طويل تحت الشمس القوية للإدلاء بأصواتهم في أول استفتاء شعبي حقيقي دون تزوير أو ترويع، فوجدت شعباً متحضراً لم يتذمر أحد من طول الانتظار ولم يحاول أحد أن يتجاوز دوره ولم يتعارك أحد مع من يعارضه في الرأي بالرغم من المناقشات العديدة التي تمت بسبب طول الانتظار. العيب لم يكن في المصريين وإنما فيمن أغلق عليهم الصندوق وحرمهم من أساسيات الحياة الآدمية. تحياتي لهذا الشعب الأصيل وكلي فخر بأنني أنتمي له. وأياً كانت نتيجة الاستفتاء، ستكون وسيلة لنتعلم من أنفسنا. وهكذا تكون الديمقراطية، نظام يُصلح نفسه بنفسه. فهنيئاً لك يا مصر الحبيبة أولى خطواتك نحو الديمقراطية.

هناك تعليقان (2):

Atef Shahin يقول...

الحقيقة أن ما حدث اليوم هو عودة الحياة وليس عودة الوعي فالوعي لم يختف يوما وإنما هي حياتنا التي كبلت ورئاتنا هي التي لم يُسمح لها إلا أن تتنفس فسادا
تحياتي علي وصفك الرلئع

Omaima يقول...

إلى عاطف شاهين، أشكرك على تعليقك المثمر.